لماذا يبيعون شحمة الأذن

لماذا يبيعون شحمة الأذن
لماذا يبيعون شحمة الأذن

لماذا يبيعون شحمة الأذن؟ وما هو السر وراء فرك شحمة الأذن؟ إن شحمة الأذن من أبرز الأجزاء في جسم الإنسان، والذي يُشار إليه بالبنان في كثير من الأمور، لذا سنتعرف اليوم على كل الأسرار التي يحملها هذا الجزء من جسم الإنسان، بالإضافة إلى أهمية هذا الجزء في جسم الإنسان، كل هذا وأكثر من خلال موقع زيادة.

لماذا يبيعون شحمة الأذن؟

فقد انتشرت بالفعل أخبار عن تجارات كبيرة لبيع شحمة الأذن في كثير من المناطق في عالمنا، لتؤكد لنا دور شحمة الأذن في تحقيق السعادة أو الرضا في أحيان كثيرة ودورها الكبير في حل مشاكل الإنسان، أو في شعوره بالراحة بعد إحساسه بالغضب ووصوله إلى مرحلة الهدوء النفسي والفكري والجسدي.

فأذن الإنسان لها وظائفها السمعية التي لا يستغني عنها في أي وقت، وشحمة الأذن موجود بها مجموعة كبيرة جدًا من الشعيرات الدموية، وبها أيضًا مجموعة من الكروموسومات التي تعتبر مسؤولة عن الجينات الوراثية والي تجعل لها تأثيرًا كبيرًا على الحالة الصحية والنفسية للإنسان.

فبمجرد فرك شحمة الأذن للإنسان عند شعوره بالغضب سيختفي ذلك الإحساس بالضيق وسيشعر بالسعادة بعدها مباشرةً، فتدليك شحمة أذنه ستجعل الراحة تتدفق إليه بصورة سريعة ومباشرة بعد دقائق معدودة، وأيضًا فرك شحمة الأذن بقوة وبأسلوب عقابي يصيب الإنسان بالتوتر ويشعر بألم كبير بعدها تجعله لا يكرر هذه الفعل ثانية.

كما تجد الإنسان بدون أن يشعر عند وقوعه في مشكلة تتطلب حلا يفكر فيه تجد يده تمتد سريعًا إلى شحمة أذنه ويبدأ في فركها بلطف يعمل على تنشيط الدم الواصل إلى مخه فيساعده ذلك على التركيز في المشكلة ومحاولة الوصول لحل مناسب لها، وهذا بدون أن يشعر أو يفكر كدلالة على أهمية هذا الجزء في جسمه.

إذ تعمل هذه المنطقة كمسكن للآلام والأوجاع فينصح المتخصصون بتدليك شحمة الأذن في الصباح لمدة دقيقتين أو ثلاثة على الأكثر بصورة معاكسة فتوضع اليد اليمنى على شحمة الأذن اليسرى والعكس لبدء الدلك الخفيف فيساعد الدلك على تدفق الدم إلى القلب والرئتين بقوة أكثر من المعتاد فيزيد النشاط ويشعر الإنسان بتغيير حالته النفسية مباشرةً.

اقرأ أيضًا: حكم التبرع بالأعضاء بعد الموت

فوائد فرك شحمة الأذن

تعلمنا منذ صغرنا من معلمينا من آبائنا وأمهاتنا وعلى أيديهم  جميعًا عن طريق فرك الأذن، بالأخص إذا كان الطفل مشاغبًا أو غير منتبه، وكنا نظن وقتها أنها عقوبة خالية من التربية، وأنها مؤلمة بشدة ولكننا اكتشفنا أنها كانت مظهرًا من مظاهر الحرص والتربية التي لا تخلو من حب لعظيم فوائدها.

اتضح أن هذه العقوبة لم تكن إلا من أشخاص تهمهم مصلحتنا أولًا وأخيرًا ويكنون لنا المحبة على الرغم من قسوتها الظاهرية إلا أنها تحمل في ثناياها حبًا كبيرًا وجوانب نفع كثيرة فكان هدفهم أن تكون حتى العقوبة نافعة لنا ومن هذه المنافع :

  • فرك الأذن وتدليكها لمدة (3) دقائق متواصلة تحفز مراكز الشبع عند الإنسان وتقلل من شهيته.
  • فرك الأذن وتدليكها لمدة (3) دقائق تنظم ضغط الدم وخاصةً المنخفض بسرعة وتقلل من أعراض الدوخة.
  • فرك الأذن وتدليكها (20) ثانية ينشط الدورة الدموية في الدماغ وينشط وظائف الذاكرة.
  • تدليك الأذن يوميًا لمدة دقيقة يقلل من نسبة الإصابة بالجلطات والسكتة الدماغية.
  • فرك الأذن وتدليكها باستمرار يساعد في تنظيم سكر الدم ويمنع ارتفاعه.

شحمة الأذن في الحضارة المصرية القديمة

كان لشحمة الأذن في الطب الشعبي القديم عند الفراعنة والصينيين إذ اهتموا بهذا الجزء اهتمامًا كبيرًا، وعلقوا عليه علاجات شعبية كبيرة لمعالجة أمراض عدة بطرق بسيطة أهمها التدليك الخفيف.

كما اهتم الفراعنة القدماء بشحمة الأذن إذ كانوا يعملون على تدليكها بالزيت وخاصة بزيت الزيتون، لكي يتخلصوا بها من الصداع لاعتبار أن شحمة الأذن متصلة بأجزاء الجسم الداخلية فمجرد تدليكها تنشيط للأعضاء الداخلية التي لا تصل لها اليد بصورة مباشرة، فيتم الحفاظ على الحالة الصحية أو تنشط الأعضاء الداخلية في عملها.

اقرأ أيضًا: أهمية الحضارة المصرية القديمة

شحمة الأذن عند الحضارة الصينية القديمة

تسمى شحمة الأذن عند الصينيين “نقطة شين مين” وهي التي تعني “بوابة السماء” حسب المعتقدات الصينية والتي هي مسئولة عن تعزيز الصحة العامة وتقليل التوتر والإجهاد ويساهم تدليكها في تخفيف الضغط الناجم عن كثرة التفكير في الأمور والمقلقة والمحزنة فيتم التخلص من آثارها بسرعة كبيرة.

كما ينسبون لطبيب نفسي روسي اسمه “مار ساندوميرسكي” وصية لتخفيف الألم والإجهاد وإزالة التعب الناجم عن الإرهاق البدني والنفسي بخطوات يكون تدليك الأذن مكانته الأولى مع استخدام قطن، وزيت مع التدليك اللطيف وتنظم التنفس شهيقًا وزفيرًا بهدوء وتتابع مع تحريك الوجه أثناء الشهيق والزفير.

مكانة شحمة الأذن في الطب البديل اليوم

انتشر في الآونة الأخيرة ما يسمى بالطب الأذني (Auricular Therapy)  وذلك ابتداءً من عام 1951 على يد الطبيب الفرنسي نوجيه رام حيث أشار إلى امتلاك الأذن نقاط وخز يمكن وخزها لمعالجة بعض الأمراض.

الأذن كما يقول عنها لها شكل يشبه الجنين في شكله وعليه فيمكن وخز المناطق فيه لمعالجة بعض الأمراض مثل الصداع والإمساك وعرق النسا وآلام المفاصل والتهاب المعدة والعجز الجنسي وألم الأسنان، وبالفعل أصبح الطب الأذني معترفًا به في أمريكا وكندا ومعظم دول أوروبا.

اقرأ أيضًا: متى أشيل الحلق الطبي من الأذن

حقيقة بيع شحمة الأذن

انتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي بكثرة أخبار عن بيع شحمة الأذن الخاصة بالإنسان، وانتشرت أخبار عن مزادات أقيمت لها ووصل فيها السعر حسب هذه الأخبار إلى مبلغ خيالي يقدر بعشرين مليون دولار لكل أذن على حدة، مما علق آمالا كبيرة لدى بعض الناس وحققت رواجًا كبيرًا على صفحات التواصل الاجتماعي.

استغلت تلك الأخبار الحالة الاقتصادية للناس في ظل الغلاء الذي تعاني منه معظم الشعوب العربية مع سهولة الاستغناء عن شحمتي الأذن لدى البعض، والمبلغ الكبير الذي رصد لها، فضمن ذلك تحقيق الرواج لمثل هذا الخبر.

الحقيقة كما قال خبراء النظم والمعلومات ومنهم المهندس محمد سعيد؛ أن الخبر لا أساس له من الصحة وأنه كاذب تمامًا ولا يوجد أدنى مصداقية له، حيث لفت النظر إلى ضرورة التفكير في الخبر قبل إعادة نشره وضرورة الالتزام بما تقوله المواقع الموثوقة في الأخبار.

كما لا توجد في الخبر أي مصداقية لكيفية التصرف في شحمة الأذن وخاصةً أن كل إنسان قد خلق بشحمتين للأذنين، فكيف يمكن الاستفادة من الشحمتين الإضافيتين وماذا يستفيد من شرائهما؟ ولماذا يدفع هذا المبلغ الخيالي؟

لذا فإن الخبر ليس إلا شائعة من الشائعات المنتشرة بقوة على وسائل النشاط الاجتماعي، والذي قدر الخبراء انتشار الشائعات فيه بنسبة كبيرة، إذ صار حجم الإشاعات التي يروجها الناس عبر تلك الوسائل إلى حوالي 80 % من الأخبار، وبالتالي فأكثر ما ينشر على وسائل التواصل ليس إلا مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة.

استكمل المهندس محمد سعيد قائلًا: مع اتفاقنا أن الخبر مجرد شائعة، ولكن ينقلنا للحديث حول جوازه شرعًا إن ثبت أن الخبر صحيح، وحول جواز بيع الأعضاء من الشخص الحي إلى غيره فهل هذا بيع  جائز أو غير جائز ومحرم ؟

أكد العلماء في إجاباتهم حول قضية مهمة جدًا في مسألة البيع وهي حول ملكية الإنسان لأعضاء جسده وهل يحق له التصرف فيها بالبيع أو الهبة أو بأي طريقة أخرى؟

فأجاب العلماء بأن جسد الإنسان هو ملك لله وحده، وليس ملكًا لذلك الإنسان، وبالتالي فلا يجوز له أن يُخضع الجسد لرغبته الخاصة في بيعه أو هبته أو التنازل عنه بأي وسيلة فهو بيع ما لا يملك وقد حرم الإسلام أن يبيع الإنسان ما لا يملكه.

لأن من شروط صحة أي بيع هو أن يكون البائع مالكًا لكل أجزاء المبيع حتى يحكم بصحة بيعه، وإلا فالبيع حينها يكون باطلًا، مستدلين بما رواه أحمد وأبو داود عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ولا تبع ما ليس عندك” أي مالًا تملك.

كما أجمع الفقهاء استنادا لهذا الحديث ببطلان عقد البيع إذا باع الإنسان ما لا يملكه أو لم يحز المالك المبيع في حوزته، وجسد الإنسان مكرم بقوله تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم)  [الإسراء: 70]، وعليه فإن بيع الإنسان لأعضائه مسلمًا كان أو كافراً فيه امتهان له، وعلل الكثير من الفقهاء تحريم بيع أجزاء الآدمي لكونها مخالفة لتكريم الله تعالى له.

كذلك قال الشيخ أسامة الأزهري في مقابلة تليفزيونية له: أنه “يأثم الإنسان إذا تصرف في عضو من أعضاء جسده بهدف الحصول على مقابل مادي، وهذا البيع يعد باطلا”.

شحمة الأذن من أبرز الأماكن في جسم الإنسان، وذلك بناءً على الكثير من الحضارات التي استخدمت هذا الجزء في علاج الكثير من الأمراض وحل المشكلات الصحية، ولكن هذا لا يعني أنها تُباع.