الفرق بين الذنب والسيئة

الفرق بين الذنب والسيئة
الفرق بين الذنب والسيئة

الفرق بين الذنب والسيئة من الأمور التي تهم المسلم وعليه أن يسأل أهل العلم فيها، لأن هذه الأشياء متقاربة وقد يلتبس فيها المعنى، لذلك عبر موقع زيادة نعرض أراء كبار العلماء والفقهاء في مسألة معنى كلًا من السيئة والذنب والفرق بينهم.

اقرأ أيضًا: كيف تتخلص من العادات السيئة بعدة طرق

معنى الذنب والسيئة

معنى الذنب والسيئة

سوف يتضح الفرق بين الذنب والسيئة من حيث المعنى عندما نتعرف على تعريف ومعنى كل منهم في اللغة والاصطلاح:

  • الذنب في اللغة العربية يعنى الإثم وارتكاب الجرم، وقد اتضح معنى الذنب في القرآن الكريم في مواضع عديدة.
  • من هذه المواضع قول الله –سبحانه وتعالى- للنبي موسى -عليه الصلاة والسلام-:

(وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ).

  • الذنب الذي ذكر في الآية السابقة هو أن موسى عليه السلام قتل رجلٍ من آل فرعون.
  • أما السيئة تعرف بأنها عكس الحسنة، السيئة تعني الخطيئة أو العمل السيء، مثل أن نقول أن فلان افسد شيء أو أخطأ في عمل شيء.

اقرأ أيضًا: هل الاستغفار يمحو كبائر الذنوب

الفرق بين الذنب والسيئة

في الحقيقة اختلف أهل العلم في تحديد الفرق بين الذنب والسيئة، وقد تباينت الآراء، وفيما يلي نعرض أغلب الآراء الفقهية في هذا الموضوع:

1_ الرأي الأول

قال العلماء أن الذنب يقصد به عمل كبيرة من الكبائر، أما السيئات هي الذنوب الصغيرة التي يمكن تكفيرها بأداء العبادات، واستندوا في ذلك إلى العديد من الآيات مثل ما يلي:

  • قال الله -تعالى- في كتابه العزيز:

(رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا).

  • وباقي الآية الكريمة هي:

(وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا)، (سورة آل عمران: 193).

2_ الرأي الثاني

  • اجتمع الكثير من العلماء والمشايخ أن الذنب يعني ترك الواجبات وتقصير الإنسان في حق نفسه مما يجعله يكتسب ذنوب مثل أن يترك صلاته فيكون مذنب.
  • أما السيئات هي ما يرتكبه الإنسان في حق الأخرين مثل الغيبة والسرقة، وعلى الإنسان أن يتوب ويرد المظالم لأهلها ويرجع الحق لأصحابه.
  • كما عليه أن يتوب ويستغفر عندما يرتكب خطأ في حق الله.
  • وفي الآية الكريمة توضيح لرأي العلماء، حيث قال الله تعالى:

(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ‏).

  • استشهد أصحاب هذا الراي بآيات كثيرة منها:

(وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَي النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَٰلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ).

3_ الرأي الثالث

قيل إن الذنوب هي المعاصي، أما السيئات هي التي تكتب على العبد نتيجة أنه مقصر في العبادات.

مثال على ذلك أن الذنب هو السرقة، أما السيئة هي تأخير الصلاة أو عدم الخشوع فيها.

4_ الرأي الرابع

قال بعض المشايخ وكبار رجال الدين أن الذنوب هي ما يناله العبد نتيجة التقصير في جانب الخير.

أما السيئات تكتب على العبد بسبب أنه يقوم بعمل خطأ ما أو يرتكب إساءة معينة.

5_ الرأي الخامس

في هذا الرأي قال العلماء أن الفرق بين الذنب والسيئة أمر لا يذكر، حيث أنهم واحد وكلًا منهم خطا لا بد من الابتعاد عنه وتجنبه لينال الإنسان رضا الخالق.

وتكرر لفظ السيئات والذنوب والآثام والمعاصي في القرآن الكريم للتأكيد والتنوع لا للتفريق أو التميز.

6_ الرأي السادس

قائد هذا الرأي هو الإمام السرقندي حيث أقر أن الذنوب هي الكبائر، أما الشرك بالله هو ما يقال عنه من السيئات.

7_ الرأي السابع

هذا الرأي هو الأخير وقد نقل عن الضحّاك، حيث قال أن الذنوب هي ما يقوم به الناس من أعمال غير صحيحة ولكن في زمن الجاهلية.

أما السيئات هي ما يقوم به المرء بعدما عرف الإسلام وقواعده.

اقرأ أيضًا: كيف يغفر الله الذنوب الكبيرة؟

طرق تحصيل مغفرة الذنوب وتكفير السيئات

طرق تحصيل مغفرة الذنوب وتكفير السيئات

بعدما تعرفنا على الفرق بين الذنب والسيئة، يحتاج المسلم أن يعرف كيفية تكفير ما قام به من أخطاء وذنوب لينال رضا الخالق سبحانه وتعالى وتستقيم حياته:

  • هناك بعض الذنوب تحتاج إلى أعمال خاصة لتكفيرها ولا تغفر إلا بعمل معين، على سبيل المثال كفارة اليمين إذا أقسم المؤمن يميناً وبعد ذلك حنث فيه.
  • أما إذا قام الإنسان بارتكاب معصية وذنب في حق العباد، فعليه أن يرد المظالم للعباد.
  • مثل أن يعيد ما سرق لصاحبه أو أن يعتذر عن الإساءة للشخص الذي أساء له إن أمكن.
  • كما أن الله –سبحانه وتعالى- يمنح عباده الفرصة لتحصيل غفران الذنوب وتكفير السيئات، من خلال فعل الطاعات.
  • حيث أن هناك بعض الطاعات والعبادات التي تكفر السيئات والذنوب.
  • من المكفرات عن السيئات إطعام الطعام والصيام، وهي أعمال لابد أن يصحبها توبة وندم ورجوع إلى الله.
  • المغفرة قد ينالها العبد من الله بلا سبب أو طلب، لأن الله يغفر لعباده كما يشاء ومتى يشاء.
  • كذلك يمكن للإنسان أن يسعى للمغفرة، ومن الأعمال التي تغفر الذنوب الاستغفار والدعاء لرب العالمين بطلب المغفرة.
  • كما أن التوبة من أفضل الأعمال لمن يرتكب ذنب أو معصية، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه- عن ربّه -سبحانه وتعالى-:

(قال اللهُ تعالى: يا ابنَ آدمَ، إنَّك ما دعوتَني ورجوتَني غفرتُ لكَ على ما كانَ منكَ ولا أُبالِي، يا ابنَ آدمَ، لوْ بلغتْ ذنوبُك عنانَ السماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لكَ ولا أُبالِي).

  • أخيرًا لابد أن نذكر أن الله يغفر الذنوب كلها ويمحو السيئات جميعها للعبد المؤمن فيما عدا أن يشرك به شئيًا.
  • لذلك يعد توحيد الله -تعالى- هو أعظم سبب للغفران والتكفير عن الأخطاء.
  • قال الله -تعالى-:

(إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذالك لِمَن يَشَاءُ).

اقرأ أيضًا: كيف أتوب إلى الله من جميع الذنوب

هنا نصل لختام مقالنا عن الفرق بين الذنب والسيئة حيث وضحنا معنى كلًا من الذنب والسيئة بالاعتماد على معاجم اللغة العربية ثم بناء على تعريف وأراء المشايخ والفقهاء، وفي النهاية عرضنا أساليب تكفير السيئات ومغفرة الذنوب لينال العبد رضا الله.