سلبيات العيش في المدينة

سلبيات العيش في المدينة معروفة على الرغم من مميزاتها المتعددة، فالمدينة هي المكان الذي يحتوي عدد كبير جدًا من الحضارات الإنسانية القديمة، والدليل على ذلك هو اكتشاف القدماء الكثير من المُدن الحضاريّة التي اختلفت في تصميمها الهندسي تمامًا عن تصميم القرية، ومن خلال موقع زيادة نوافيكم بأبرز السلبيات.
سلبيات العيش في المدينة
تُعرف المدينة بكونها البيئة الحضارية التي تضُم أكبر عدد من السُكان مقارنةً بالمناطق الريفية، فهي الرابطة الاجتماعية التي تجمع ما بين المصانع، والمدارس، والمؤسسات الاقتصادية، والكثير من المنشآت الأخرى التي تُشير إلى وجود بيئة إنسانية مُتقدمة ومتطورة.
كل ذلك يعمي البعض عن سلبيات العيش في المدينة، لكن من يسكُن بها يعرف جيدًا سلبياتها، ويتقبل ذلك إما لعدم مواجهة مشكلات ضخمة بسبب تلك السلبيات، أو بسبب عدم قدرته على العيش بالمناطق الريفية للأسباب المختلفة.
1- الازدحام الشديد
نظرًا لضم المُدن عدد كبير جدًا من السُكان، فإن هناك من الضغط ما يقع على المرافق العامة، من أبرزها شبكات الكهرباء، وطرق النقل، وغير ذلك الكثير من الخدمات الأخرى، وبالتالي تزدحم شوارعها والمناطق المسئولة عن الخدمات فيها بشكل قد يُزعج الكثيرون.
اقرأ أيضًا: وصف المدينة بصفة عامة
2- انتشار التلوث البيئي
يتسبب الازدحام السُكاني الذي يشهده العيش في المدينة في زيادة تلوث البيئة، حيث يزداد عدد السُكّان، وبالتالي تزداد المؤسسات التي تساعد على التقدم وتلبية حاجات السكان، وهو ما يتمثل في المصانع التي تُعد أشهر مصادر تلوث الهواء، وغيرها الكثير من المؤسسات الأخرى.
كذلك تزداد استخدامات الفرد للعيش في المدينة، فيبدأ عدد مركبات النقل في التزايد، وغير ذلك من الأمور التي تتسبب في انحسار الغطاء النباتي، وهو ما يؤدي إلى تلوث الهواء بعد انتشار الغازات الضارة فيه، علاوةً على ذلك يحدث تلوث في الماء واليابسة، وذلك نتيجة إلقاء النفايات المختلفة دون الاهتمام بتأثيرها السلبي على البيئة.
3- تفاوت الطبقات الاجتماعية
على من يرغب في العيش المدني أن يكون على دراية بأن هناك تفاوت كبير بين طبقات أفرادها، حيث تتواجد أكثر من طبقة، ولا يتوقف التفاوت بينهم على المستوى الاجتماعي، وإنما هناك اختلاف في المستوى الثقافي أيضًا.
4- ارتفاع تكلفة المعيشة
على الرغم من أن المُدن تُقدم الرواتب المُجزية بشكل كبير مقارنةً بالأماكن الريفية، إلا أن ذلك لا يجعل سُكانها قادرين على توفير مستوى معيشة جيد مثلما يعتقد الكثيرون؛ نظرًا لأن تكاليف المعيشة تكون مرتفعة جدًا في المُدن.
مما جعل من يرغب في الانتقال للعيش بالمدينة يُفكر كثيرًا قبل اتخاذ القرار بهذا الشأن، وهو ما يُمثل أبرز سلبيات العيش في المدينة.
كذلك يرجع ارتفاع تكلفة المعيشة إلى اعتماد سُكّان المدينة بشكل كبير على سد احتياجاتهم من المنتجات والأشياء المختلفة من خلال شرائها، وهو ما يُكلفهم الكثير من الأموال، على عكس ما يحدث في الحياة الريفية من اعتماد أهلها على إنتاج غذائهم بنفسهم من خلال المحاصيل الزراعية وتربية الماشية.
5- كثرة الضوضاء
واحدة من أشهر سلبيات العيش في المدينة هي التعرض للإزعاج والضوضاء، من أبرز الأمثلة مدينة نيويورك، فلا يستطيع شخص ما العثور على شقة سكنية لا تصل إليها الضوضاء، الخارجة عن أبواق وصفارات السيارات، أو بسبب المرور على حد سواء.
مع العلم أن ذلك يُمثل مستويات الضوضاء في الضواحي الصغيرة، أما المدن الرئيسية التي تضم عدد إضافي من الأحياء السكنية فهي لديها مستوى متقدم من الضوضاء.
6- صِغر مساحة الأماكن السكنيّة
غالبًا ما يحتاج العيش في المدينة إلى أن يتأقلم الساكن على العيش بالمساحات الصغيرة، وأن يكون لديه القدرة على استغلال أصغر المساحات بالتصرف الذكي، حيث تكون أغلب الشقق السكنية صغيرة جدًا، ونادرًا ما يمتلك صاحب المنزل فناء أو حديقة خارجية لمنزله، وهو ما يُسبب انعدام الخصوصية عند كثير من السُكان.
7- نقص المعروض من العقارات
كثيرًا ما نجد أن هناك 3 أجيال من العائلة يعيشون سويًا في نفس العقار، وهو ما يُشير إلى نقص العقارات المعروضة في المُدن النامية، سواء أكانت للإيجار أو البيع، مما يُحتم على الحكومات تعزيز السياسات العامة لحل مشكلات التخطيط الحضري.
8- تدهور الخدمات العامة
نظرًا لتشبع المواطنين في المدينة بالمراكز الصحيّة الكبيرة، فإنهم يلجئون إلى الذهاب للمستشفيات للحصول على علاج الأمراض بدلَا من الذهاب إلى المراكز الصحيّة الأوليّة.
9- نقص الخدمات العامة الأساسية
في كثير من الأحيان يفتقر سُكان المدن إلى الخدمات العامة الأساسية، خاصةً الكبيرة والنامية جدًا منها، وغالبًا ما يكون سبب نقصان الخدمات العامة مثل الكهرباء أو الصحة أو التعليم أو المياه هو عدم الانتظام في النمو، والحل الوحيد لتلك المشكلة هو تنظيم الإجراءات المطلوبة للحد من هذا الوضع.
10- انعدام العلاقات الاجتماعية
تُعرف الحياة في المدينة بأن كل فرد لا يهتم إلا بشئون نفسه وعائلته، وهو ما يلغي فكرة التصادق مع الجيران وتكوين العلاقات مثلما يحدث في الريف، نجد في الريف أن كل شخص يعرف ما يحدث في منزل الشخص الآخر.
قد تعتبر تلك السلبيات بالنسبة لمُحبي الحياة الاجتماعية، أما للأشخاص الانطوائيين فهي ميزة جيدة للغاية، فهم يُفضلون أن ينشغلون بالنشاطات الأخرى مُعظم الوقت.
11- زيادة معدلات الوفيّات
تنتشر الأمراض في المُدن سريعًا نتيجة أغلب سلبيات العيش في المدينة المذكورة سابقًا، وأساليب الحياة السريعة، والضغط الواقع على العاملين بها دون أجور مُجزية، مما يُسبب لهم الإصابة بالأمراض المختلفة منها ما هو مُزمن، مثل مرض السكري، وأمراض القلب، والسرطان، وبالتالي تزداد معدلات الوفيّات بشكل ملحوظ.
اقرأ أيضًا: تعبير عن الريف والمدينة
أنواع المدن الصالحة للعيش
تنقسم سلبيات العيش في المدينة بين أنواع المُدن المختلفة، حيث إن كل نوع تنتشر به بعض السلبيات المُحددة دونًا عن غيرها.
1- المدن الصناعية
هي المُدن المميزة باحتوائها على عدد كبير من المصانع، والشركات الإنتاجية، وما إلى ذلك من مصادر الصناعة، وغالبًا ما يكون ساكنيها هم العاملون في تلك المصانع والمؤسسات.
2- المدن الكبيرة
تتمثل في الأماكن المُصنفة على أنها مدينة منذ القِدم، والتي لها تاريخ حضاري عريق وُجِد منذ العصور البشرية القديمة، وما زال موجودًا حتى الآن، بل واستمر في التطور حتى ازداد عدد سكانها، وبالتالي ازدادت معدلات التنمية العمرانية بها.
تتميز تلك المُدن بقابليتها الكبيرة للتطور، وضمها لعدد كبير من السُكان، وهم من يعيشون بالأساليب الحياتيّة المتقدمة، وهو ما يُشبه أساليب العيش في عواصم الدول.
3- المدن الصغيرة
هي التي كانت مُصنفة على أنها ضمن القُرى، لكنها صُنِفت حديثًا على أنها مدينة، نتيجة تطورها من خلال تقدم أساليب العيش بها، وتوفيرها العديد من الخدمات المختلفة، من أبرزها المدارس، والمصانع، والمحلات التجارية، وبذلك زاد عدد سُكانها وأصبحت مدينة صغيرة بدلًا من كونها قرية.
اقرأ أيضًا: حوار بين الريف والمدينة
الفرق بين العيش في المدينة والريف
كل السلبيات الموجودة لدى سُكان المدينة تنعدم لدى سُكّان الريف؛ حيث تكون طريقة العيش على نقيض ما ذكرناه سابقًا، ولم يكُن عدد السُكان أو المساحة السطحية هي العوامل الوحيدة التي تفرّق بين المدينة والريف، وإنما هناك عدة معايير يتم على أساسها التفريق بينهما.
- إن العيش في الريف يتميز بالهدوء والسلام التام بين سُكانها، بينما الحياة المدنية دائمًا ما تكون سريعة.
- تتمتع الريف بالمناظر والأجواء الجميلة التي تُريح الأعصاب، مع المساحات الخضراء والتلال والغابات، والهواء الطلق، والمياه النقيّة، بينما ينعدم ذلك عند المُدن نتيجة التلوث.
- دائمًا ما يسعى سُكّان الريف لمساعدة بعضهم البعض وقضاء وقتهم معًا، بينما لا يجد المدنيون الوقت الكافي للقيام بذلك نتيجة الانشغال في العمل والنشاطات المختلفة.
- تتناقص فرص العمل في الريف بشكل كبير، حيث إن الوظيفة الرئيسية للعديد منهم هي الزراعة، وغالبًا ما يتجه أغلب سُكانها إلى المُدن للعمل بالوظائف المختلفة، على عكس المُدن التي توفر الكثير من فرص العمل.
- يقل عدد المرافق العامة وأماكن توفير الخدمات المختلفة في المناطق الريفية، بينما تمتلك المُدن الأنظمة المتقدمة لإدارة النقل والإسكان، والاتصالات، والصرف الصحي، وما يُشبه ذلك من الخدمات الأخرى.
ليس هناك شيئًا في الحياة له الإيجابيات دون السلبيات، لذا نجد أن هناك عددًا من سلبيات العيش في المدينة على الرغم من أن الكثير يتجهون للسكن بها للحصول على مميزاتها.
تعليقات