حوار بين شخصين عن النبي صلى الله عليه وسلم

حوار بين شخصين عن النبي صلى الله عليه وسلم
حوار بين شخصين عن النبي صلى الله عليه وسلم

حوار بين شخصين عن النبي صلى الله عليه وسلم شأنه أن يُبين العديد من المعلومات، لقد جاء النبي كالمنارة في عالم الظلم والاضطهاد، لم يكن هناك للفقير مكان بين الناس، كانت الأموال تدفع إلى تماثيل للحصول على الجمال والرزق والشفاء، وحولها أطفال جوعى ولا يتطوع أحد لمساعدتهم، والآن لنتعرف أكثر على موضوع حوار بين شخصين عن النبي صلى الله عليه وسلم من خلال موقع زيادة.

حوار بين شخصين عن النبي صلى الله عليه وسلم

كان خالد شاب مجتهد يقضي أوقات كثيرة في الدراسة والعمل، ولكنه كان يشعر دائمًا بوجود نقص في روحه، فجسده يتغذى بأفضل أنواع الطعام، ولكن روحه كانت فارغة، فكما الجسد يحتاج إلى الغذاء، النفس تحتاج إلى التغذية.

في فترة من الفترات تعرض خالد للمعاملة السيئة من زملائه الشباب في الجامعة بسبب غيرتهم الشديدة من عمله وثقافته وكان يشعر بالألم الشديد لذلك، فذهب إلى صديقه عبد الرحمن الذي كان من قسم آخر في الجامعة، كان عبد الرحمن يسير وحيدًا في طريق طويل في الجامعة بين المحاضرات.

فلحق به خالد وأخذ يشكو له مما يمر به من أزمات، وهنا دار بينهم حوار لطيف يتمثل في التالي:

خالد: لقد أرهقتني الدنيا، لا أجد نفسي في أي مكان، أجد المشاكل في كل مكان أذهب إليه، أشعر بالضجر الشديد يا عبد الرحمن من الشخصيات المزعجة المحيطة بي.

عبد الرحمن: قطعنا طريق طويل يا خالد، هل ترى المقهى الخاص بالجامعة الموجود به زملائنا؟ والأشخاص المسببين الضرر لك.

خالد: نعم أراهم.

عبد الرحمن: ما حجمهم بالنسبة لك من هنا؟

خالد: صغير جدًا.

عبد الرحمن: فلما إذًا تهتم بآرائهم التي ليس لها معنى؟ توجد مشكلة في الأولويات لديك يا خالد، وهذه هي المشكلة الحقيقية.

خالد: وكيف أعيد ترتيب أولوياتي؟

عبد الرحمن: باتباع سنة نبينا يا خالد، هذه هي الخطوة الأولى، يجب أن نتعرف على طريقة إدارته لحياته، حتى نتمكن من إدارة حياتنا، وهذه من الأمور الواجب اكتسابها عند مناقشة أي موضوع عن الرسول، كما في حالة مناقشة حوار بين شخصين عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالد: علمني إذًا.

1- تزكية النفس بالله

في اليوم التالي سار الصديقين سويًا في فترة الراحة بين المحاضرات، وبدأ بينهما الحوار، الذي سوف نوضحه في سياق بيان حوار بين شخصين عن النبي صلى الله عليه وسلم من خلال التالي:

خالد: كيف أزكي نفسي يا عبد الرحمن؟

عبد الرحمن: سأروي لك قصة عن النبي، توضح لك ماهية التزكية، في ليلة من الليالي كان الدور على عائشة في المبيت، فقضى النبي معها بعض الوقت، ثم استأذنها بأنه يرغب في قضاء الليل في الصلاة، فردت عائشة بأنها تحب أن يقضي الوقت معها، ولكنها أيضًا تسعد عندما يقوم بالأمور المحببة إلى قلبه.

فقضى النبي -صلى الله عليه وسلم- الليل كله يصلي ولحيته تمتلئ بالبكاء، ثم امتلأت ثيابه بالدموع، حتى جاء موعد أذان الفجر، فجاء بلال إلى الرسول، ورآه على هذه الحالة، فقال له متسائلًا كيف تحزن يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم وتأخر من الذنوب؟ فأجابه النبي بألا يقوم بشكر الله على ذلك؟

قال له في هذا الوقت أن الله قد أنزل إليه آيات لا يجب الغفلة عنها، والتي تتمثل في قول الله تعالى: (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (192) رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194)) سورة آل عمران.

كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكرر هذه الآيات عند استيقاظه كل صباح قبل البدء بمشاغل الدنيا.

خالد: قصة جميلة، لكن كيف تساعدني في تزكية نفسي؟

عبد الرحمن: إن هذه القصة مليئة بالعبر يا خالد، أول عبرة هي منهجية النبي في الحياة، فكانت اهتماماته الله، ثم الناس، ثم الآخرين، وهذا يعد الأساس لتزكية النفس الواجب على القارئ معرفته في ضوء التعرف على الحوار بين شخصين عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خالد: وكيف هذا؟

عبد الرحمن: إن النبي لا يفعل ما لا يرضي الله، ويقوم بجميع أوامره، وبهذا يعد أول اهتماماته هو الله، وبعد ذلك صحته النفسية، فقد شعر النبي أنه بحاجة إلى الاسترخاء، بحاجة إلى تزكية نفسه، فاستأذن عائشة ليفعل ذلك، أي أن تزكية النفس تكون قبل الاهتمام بالآخر يا خالد.

كما أن سؤال بلال عن كيفية الحزن وقد حصل النبي على المغفرة، تدلل لك على أن المغفرة من الله هو أهم ما نسعى له في هذه الحياة، وقيام الرسول بتلاوة هذه الآيات الجليلة في بداية اليوم تعد تزكية للنفس، غذاء للروح الحبيسة في سجون الانشغال بالحياة، وهذا ما يجب علينا فعله.

اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن الامتحانات

2- حب النبي لأمته

في سياق التحدث عن حوار بين شخصين عن النبي صلى الله عليه وسلم، سوف نستكمل الحوار الجاري بين عبد الرحمن وخالد، والذي استكملا في يوم دراسي آخر، وسوف نذكره من خلال السطور القادمة:

خالد: استمتعت كثيرًا بحديثنا في آخر مرة يا عبد الرحمن، وأريدك أن تقصو عليّ قصص أكثر عن رسول الله.

عبد الرحمن: اليوم سوف أحدثك عن مدى حب النبي لأمته، عن عبد الله بن مسعود أن الرسول قال له: (اقرأْ علَيَّ القرآنَ قلت: يا رسولَ اللهِ كيفَ أقرأُ عليك وإنما أُنزِل عليك قال: إني أشتهي أن أسمعَه من غيرِي قال: فافتتحتُ سورةَ النساءِ فقرأت عليه فلما بلغت {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} قال: نظرت إليه وعيناه تذرفانِ) المصدر: تخريج المسند لشاكر.

لقد بكى الرسول عند الآية التي تقول إن النبي سوف يأتي ليشهد على أمته، أمته المحببة إلى قلبه، إلى من تعب وسعى من أجل أن تصل إليهم البصيرة الصحيحة للحياة، وحتى يتمكنوا من الصلاة وقراءة القرآن بدون قيود، ومع كل هذا يا خالد نهجر كتاب الله، ولا نهتم بسنن النبي، وهذه تعد من أهم أقسام الصحة النفسية، الاهتمام بسنة نبينا.

اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن الحياء

3- التوكل على الله

إن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو قائدنا وقدوتنا في هذه الحياة، وسوف نوضح قدرة الرسول على القيادة، وكيف يمكن أن نستفيد من ذلك فيما يلي:

خالد: توجد بعض الأمور التي تشغل بالي يا عبد الرحمن، لماذا أسعى كثيرًا؟ لكن لا أصل إلى ما أريد؟ لقد مللت المحاولة، مللت الاجتهاد.

عبد الرحمن: ماذا تعرف عن غزوة بدر يا خالد؟

خالد: ما علاقة هذا بما أرويه لك؟ لكن على العموم غزوة بدر كان عدد المسلمين بها قليل جدًا بالنسبة للكافرين، وأمدد الله المسلمين بثلاثة آلاف من الملائكة، ويتمثل هذا في قول الله تعالى:

(إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ (124)) سورة آل عمران.

عبد الرحمن: سأروي لك أمر آخر بخصوص غزوة بدر، عن عبد الله بن عباس: (قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو في قُبَّةٍ: اللَّهُمَّ إنِّي أنْشُدُكَ عَهْدَكَ ووَعْدَكَ، اللَّهُمَّ إنْ شِئْتَ لَمْ تُعْبَدْ بَعْدَ اليَومِ فأخَذَ أبو بَكْرٍ بيَدِهِ، فَقالَ: حَسْبُكَ يا رَسولَ اللَّهِ، فقَدْ ألْحَحْتَ علَى رَبِّكَ وهو في الدِّرْعِ، فَخَرَجَ وهو يقولُ: {سَيُهْزَمُ الجَمْعُ، ويُوَلُّونَ الدُّبُرَ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ، والسَّاعَةُ أدْهَى وأَمَرُّ}) صحيح البخاري.

بعدما قام الرسول والصحابة بكل السعي المطلوب منهم من وضع الخطة والتدريب على القتال، والصلاة وطلب العون من الله عز وجل، ظل الرسول قائم يصلي، وقلبه مليء بالحماس، ظل يطلب من الله بقوة أن ينصرهم، لم ييأس ولم يقنط ولم يشعر بأنه سيُهزم بسبب الفارق في العدد، وبالفعل نصره الله، فعليك بالتوكل على المولى يا خالد.

خالد: وماذا إذا توكلت على الله، وقمت بكل ما في وسعي لكن لم أستطع من الوصول إلى النتيجة الراغب بها؟

عبد الرحمن: ليس عليك سوى السعي يا صديقي، تعلمنا من رسول الله أن نقوم نري من أنفسنا لله الخير حتى لو لم نصل إلى النهاية المرجوة، فالله لديه حكمة في ذلك فقط عليك أن تثق به، وتدرك القيمة الحقيقية للحياة، وألا تعطيها أكبر من قدرها.

سوف أروي لك قصة في الغد عن الرسول توضح لك هذا، ويعد التوكل على الله من الأمور الواجب اكتسابها في سياق التحدث عن موضوع حوار بين شخصين عن النبي صلى الله عليه وسلم.

4- المثابر المقدام

في ضوء التحدث عن حوار بين شخصين عن النبي صلى الله عليه وسلم، سوف نذكر الإصرار الذي تميز به النبي، منة خلال استكمال الحوار بين عبد الرحمن وخالد، من خلال الفقرات القادمة:

عبد الرحمن: سوف أروي لك قصة، تعلمك كيفية السعي، عندما اِشتد مكر أهل قريش على النبي، قرر الهجرة إلى الطائف وحده، ليدعوهم إلى الإسلام ويستنجد بهم، ولكن لم يستطع النبي الانتقال من خلال دابة، حتى لا يشعر أهل قريش.

خالد: لكن المسافة بين الطائف وقريش كانت كبيرة!

عبد الرحمن: بالفعل، فهي مماثلة للمسافة بين القاهرة والإسكندرية، فقطع النبي كل هذه المسافة سيرًا على الأقدام في الشمس الحارقة، وعندما وصل النبي إلى الطائف وبدء يدعو الناس إلى الإسلام، كذبوه، وأهانوه، وألقوا عليه الحجارة حتى سال دمه.

خالد: ولكنه قام بالسعي الواجب عليه!

عبد الرحمن: وبالرغم من ذلك لم يتمكن من الوصول إلى هدفه، وهو نبي من الله، وعرض عليه الله أن يعاقبهم، فعن عائشة رضي الله عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(فَناداني ملَكُ الجبالِ : فسلَّمَ عليَّ ، ثمَّ قالَ : يا محمَّدُ : إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ قد سمِعَ قولَ قومِكَ لَكَ ، وأَنا ملَكُ الجبالِ ، وقد بعثَني ربُّكَ إليكَ لتأمرَني أمرَكَ ، وبما شئتَ ، إن شئتَ أن أُطْبِقَ عليهِمُ الأخشبَينِ فعلتُ ، فقالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : بل أرجو أن يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أصلابِهِم مَن يعبدُ اللَّهَ ، لا يشرِكُ بِهِ شيئًا) المصدر: التوحيد

كان اهتمام رسول الله بحلمه وأن يصل الدين إلى كل الأمم في المستقبل أكبر بكثير من غضبه وحزنه مما حدث معه، فلم ييأس لمشاعر الحزن ولم يستسلم، وعندما جلس النبي يستريح مما حدث، جاء له صبي صغير ومعه عنب يقدمه إلى النبي.

فأخذ منه النبي العنب وقال بسم الله، فسأله الصبي ما معنى ذلك؟ فبدأ الرسول يشرح له عن الدين، وعن الله، بالرغم من الحزن المسيطر على قلبه، لم يقل إنه بحاجة لفترة نقاهة أو ما يعرف لدينا في هذا العصر بفترة ليعبر بها عن اكتئابه ثم يعود مرة أخرى إلى الدعوى.

خالد: وكذلك نحن يا عبد الرحمن، يجب علينا أن نرى من أنفسنا لله الخير، ونسعى من أجله ونترك النتيجة عليه سبحانه، لقد فهمت المغزى، وتعد هذه القصة من أهم القصص الواجب التحقق منها في إطار التحدث عن حوار بين شخصين عن النبي صلى الله عليه وسلم.

اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن الصداقة سؤال وجواب

5- القائد البصير

لقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يجيد التعامل مع الصحابة، وهذا ما سنتعرف عليه استكمالًا في التحدث عن موضوع حوار بين شخصين عن النبي صلى الله عليه وسلم من خلال الحوار التالي:

خالد: إننا نخطئ كثيرًا يا عبد الرحمن، فهل توجد فرصة لنا لكي نعود إلى المسار الصحيح بعدما كثرت الإخفاقات، كيف كان النبي يتعامل مع إخفاقات الصحابة؟

عبد الرحمن: إن الرسول كان قائد مربي للصحابة، يجيد التعامل معهم.

خالد: وكيف هذا؟

عبد الرحمن: سوف أروي لك قصة توضح ذلك، وتجيب على كيفية التعامل مع الإخفاقات، كان من الصحابة شخص يدعى كعب بن مالك، وكان كعب من الشعراء في الجاهلية، الذين لديهم شهرة واسعة بين الناس، وكذلك كان كعب، فكان من الشخصيات الاجتماعية التي تستأنس بالآخرين.

جاء موعد غزوة تبوك، وكل الصحابة بدأوا في الاستعداد للغزوة، الكل يحضر عتاده، ولكن كعب كان يتكاسل عن ذلك حتى رحل الرسول مع الصحابة من أجل المعركة وتخلف كعب عنها وكان هناك أشخاص أخرى تخلفت عن القتال.

عندما عاد الرسول من المعركة مع الصحابة، ماذا تتوقع أن يحدث يا خالد، هل يجتمع بالمسلمين أولًا؟ أو يستريح هو والصحابة ثم يأتي الحديث لليوم التالي؟

خالد: يستريحوا في المقام الأول، واليوم التالي يتحدثوا عن المشكلات والغنائم والأشخاص المتخلفين عن الغزوة.

عبد الرحمن: لا، بل إن الرسول ذهب فصلى في المسجد وتجمع مع الصحابة بعد الصلاة مباشرة بعد عودته، هل تعلم السبب في ذلك؟

خالد: لا أعلم!

عبد الرحمن: إن القائد الجيد لا يترك الإشاعات تنتشر بين الأشخاص المسؤول عنهم، ووقتها قد كثر الكلام عن القرار الذي سوف يتخذه الرسول مع المتخلفين عن الغزوة، فقرر الرسول قطع الشك باليقين، ومنع الفتنة بين المسلمين.

فتعد هذه من الأمور الهامة الواجب التعرف عليها في إطار التحدث عن موضوع حوار بين شخصين عن النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء إليه المتخلفين عن الغزوة واحد تلو الآخر، وأكثرهم كذب بشأن تخلفه، فأخذوا يقولون الأعذار الغير صحيحة.

حتى جاء كعب، يشعر بالخزي الشديد، وقال للنبي أنه لا يوجد لديه أي عذر، وأنه قد اقترف خطأ كبير بتخلفه عن الغزوة، هنا قال الرسول أما هذا فقد صدق.

بعدها جاء العقاب لكعب من الله، فكان على الصحابة أن يقطعوا الحديث معه لفترة من الزمن، فكان كعب يدخل إلى المسجد، ولا يتحدث إليه أحد، وكان الرسول ينظر إليه، فعندما ينظر إليه كعب يغير الرسول نظره، وكأنه أب حكيم يود تعليم ولده درس حتى لا يعود إلى أخطائه.

عندما التزم كعب بالعقاب الموجه إليه، وجاء من الله العفو عنه، ذهب إلى الرسول وكان الرسول فرحًا كثيرًا به ويوجه إليه أنه قد وصل إلى منزلة كبيرة، نتيجة لصبره على العقاب، وهنا يجب أن تعرف يا خالد أن تخلفك عن أمرٍ ما أو قيامك بالأمور الخاطئة.

ربما يكون البداية للانطلاق إلى الأمام، وتعد هذه القصة من أفضل القصص التي يمكن التحقق منها في إطار التحدث عن حوار بين شخصين عن النبي صلى الله عليه وسلم.

حياة النبي كانت مليئة بالعبر الواجب علينا إدراكها، وممارسة الحياة على أساسها، فما وصلت إلينا السيرة إلا لنتعلم كيف نزكي أنفسنا ونأخذ بها إلى طريق الصلاح.