كيف أعبد ربي وأنا حائض

كيف أعبد ربي وأنا حائض
كيف أعبد ربي وأنا حائض

كيف أعبد ربي وأنا حائض؟ وما العبادات التي يُمكن فعلها خلال فترة الحيض في الحج؟ إن الله تعالى حرم على المرأة الحائض العديد من العبادات خلال هذه الفترة، ومنها الصلاة، والتي تُعتبر الرابط القوي بين العبد وربه، لذا يراود ذهن المرأة العبادات التي من شأنها التقرب إلى الله تعالى من خلالها، لذا من خلال موقع زيادة سنوضح الإجابة على سؤال كيف أعبد ربي وأنا حائض، بالإضافة إلى العبادات الأخرى الممكنة خلال هذه الفترة.

كيف أعبد ربي وأنا حائض

بسبب تحريم الله الصلاة أثناء فترة الحيض أصبح الكثير من النساء يتساءلن عن كيف أعبد ربي وأنا حائض؟ لكن هناك الكثير من العبادات التي يجوز أن تفعلها المرأة خلال هذه الفترة مثل: أذكار الصباح، وأذكار المساء، والاستغفار، والتكبير، والتسبيح، وغيرها من العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله، فالفتاة في فترة الحيض ليست نجِسة كما يعتقدن بعض الفتيات نفسهن أو أن نجاسة الحيض لا تمنع الشخص من ذكر الله.

لكن لا تشمل العبادات الممكنة أثناء فترة الحيض قراءة القرآن فمن الممكن أن تقوم خلال فترة الدورة الشهرية بسماع القرآن يُتلى ولكن لا يجب عليها قراءة القرآن، لكن اختلف العلماء في ذلك، حيث قام البعض بمنع القراءة تمامًا، أما البعض الآخر ذكر أنه يمكن القراءة عن ظهر قلب أي بدون لمس المصحف، وهذا القول هو الأكثر صحة من القول الآخر.

بذلك يكون قراءة القرآن بدون لمس المصحف من العبادات التي يمكن أن تفعلها الفتاة في فترة الحيض والمرأة في فترة النفاس، ولكن لا يُمكن قراءة القرآن للجنب سواء بمسك المصحف أو عن ظهر قلب حتى يغتسل، وذلك مأخوذ عن نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، حيث كان لا يقرأ القرآن وهو جنب.

ذلك التفريق بين حكم الجنب والحيض أو النفاس يعتمد على المدة حيث قد تأخذ فترة الحيض أكثر من خمسة أيام في الأحوال العادية وتأخذ فترة النفاس أربعين يومًا، أما الجنب فمدته قصيرة حيث تنتهي بمجرد الاغتسال، لذا لا حاجة ولا ضرورة لقراءة القرآن في تلك المدة القصيرة.

اقرأ أيضًا: أفضل دعاء مستجاب

العبادات الجائزة للحائض في شهر رمضان

شهر رمضان هو شهر العبادة والصلاة والصوم، فهو الشهر الذي يعوض به المسلم عما فاته من العبادات في الشهور الفائتة كلها، كما أن أجر العبادة فيه أكبر من الأجر عن قضاء نفس العبادة في أي شهر آخر وخاصةً في العشرة الأواخر.

لكن تواجه الفتيات مشكلة الحيض حتى خلال هذا الشهر لتمنعهن عن الصيام والصلاة، لذا يكثر التساؤل عن كيف أعبد ربي وأنا حائض في شهر رمضان؟ وعن كيفية استغلال شهر رمضان حتى في أيام الدورة الشهرية، لذا هناك بعض النصائح المذكورة عن علماء الشريعة والسنة للفتيات في فترة الحيض ليتمكنوا من استغلال شهر رمضان، وذلك فيما يلي:

  • يجب تجديد النية بالصيام والصلاة في كل ليلة حتى مع علم الفتاة بأنها في فترة الحيض ولن تقوم بالصيام ولكن الثواب يؤخذ بالنية.
  • يمكن ذكر الأذكار اليومية من أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم والتسبيح والتكبير وغيرها من الأذكار فالحيض أو النفاس لا يمنع عن ذكر الله.
  • من أكثر العبادات التي يمكن ممارستها بكثرة في شهر رمضان هي الدعاء، حيث إن الحيض لا يمنع استجابة الدعاء، وتوقف الصيام لا يمنع استجابة الدعاء، فالله يسمع الأدعية سواء في شهر رمضان أو في غيره من الشهور، ولكن لبركته ومكانته تزداد إمكانية استجابة الدعاء فيه.
  • كما يجب الإشارة إلى أن القيام بالأعمال المنزلية بنفس رحبة وبنية القيام بها كعبادة يكون من الأشياء التي تستطيع المرأة به أن تحصل على الحسنات في فترة الحيض.
  • يمكن التقرب إلى الله بأعمال الخير والصدقات فأبسط الأعمال يكون أجره كبير في ذلك الشهر، ويُمكن أن تعوض المرأة عن عدم الصيام والصلاة بأعمال الخير، كبر الوالدين، وصلة الرحم، وغيرها من الأعمال الطيبة.
  • في سياق التعرف على كيف أعبد ربي وأنا حائض؟ فإن الإفطار الذي تحضره المرأة لأفراد الأسرة من شأنه زيادة حسناتها، كما يعتبر في مكانة إفطار صائم ولكن إفطار صائم محتاج أجره أكبر بكثير عند الله.
  • في حالة جاءت الدورة الشهرية في الثلث الأخير من رمضان يجب أن تستمر الفتاة في العبادات الممكنة لها وكذلك الدعاء، يجب الإكثار من الدعاء في شهر رمضان بأكمله وخاصةً في الثلث الأخير لكون ليلة القدر هي إحدى ليالي الثلث الأخير من الشهر، لذا لا يجب تفويتها حتى إن كانت بأيام الحيض.
  • الحيض أو النفاس من أكثر الفترات المؤلمة التي تمُر بها المرأة ولهذا الألم أجرُه عند الله لِما رواه أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاه” صحيح البخاري ومسلم.

اقرأ أيضًا: هل يجوز سجود سجدة التلاوة بدون وضوء

العبادات المُمكنة للحائض في الحج

الحج أو العمرة من الأمور التي لا يحصل العبد عليها بسهولة بسبب عدم توافر الظروف أو الإمكانيات المادية، وعند الحصول على هذه الفرصة يستغل العبد تلك الفترة لأداء كافة العبادات، لكن عند نزول دم الحيض كيف أعبد ربي وأنا حائض حينها؟ فقد جاءت في إحدى الروايات عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت:

“خَرَجْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لا نَذْكُرُ إلَّا الحَجَّ، حتَّى جِئْنَا سَرِفَ فَطَمِثْتُ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي، فَقالَ: ما يُبْكِيكِ؟ فَقُلتُ: وَاللَّهِ، لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ خَرَجْتُ العَامَ، قالَ: ما لَكِ؟ لَعَلَّكِ نَفِسْتِ؟  قُلتُ: نَعَمْ، قالَ: هذا شيءٌ كَتَبَهُ اللَّهُ علَى بَنَاتِ آدَمَ، افْعَلِي ما يَفْعَلُ الحَاجُّ غيرَ أَنْ لا تَطُوفي بالبَيْتِ حتَّى تَطْهُرِي قالَتْ: فَلَمَّا قَدِمْتُ مَكَّةَ، قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لأَصْحَابِهِ اجْعَلُوهَا عُمْرَةً فأحَلَّ النَّاسُ إلَّا مَن كانَ معهُ الهَدْيُ، قالَتْ: فَكانَ الهَدْيُ مع النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَذَوِي اليَسَارَةِ، ثُمَّ أَهَلُّوا حِينَ رَاحُوا، قالَتْ: فَلَمَّا كانَ يَوْمُ النَّحْرِ طَهَرْتُ، فأمَرَنِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فأفَضْتُ، قالَتْ: فَأُتِيَنَا بلَحْمِ بَقَرٍ، فَقُلتُ: ما هذا؟ فَقالوا: أَهْدَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عن نِسَائِهِ البَقَرَ، فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ الحَصْبَةِ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، يَرْجِعُ النَّاسُ بحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ وَأَرْجِعُ بحَجَّةٍ؟ قالَتْ: فأمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ أَبِي بَكْرٍ، فأرْدَفَنِي علَى جَمَلِهِ، قالَتْ: فإنِّي لأَذْكُرُ، وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ، أَنْعَسُ فيُصِيبُ وَجْهِي مُؤْخِرَةَ الرَّحْلِ، حتَّى جِئْنَا إلى التَّنْعِيمِ، فأهْلَلْتُ منها بعُمْرَةٍ، جَزَاءً بعُمْرَةِ النَّاسِ الَّتي اعْتَمَرُوا” صحيح مسلم.

في هذا الحديث أشار الرسول الكريم إلى أن المرأة الحائض يجب أن تفعل ما يفعله الحجاج من مناسك الحج من رمي الحجارة والتلبية والتسبيح والذكر وكل مناسك الحج أو العمرة عدا الطواف، ولها مثل الحجاج من أجر وحسنات.

اقرأ أيضًا: هل يجوز استقبال القبلة والدعاء وأنا حائض

حكم صيام الحائض

يمكن أن تقوم الفتاة بالصوم في فترة الحيض مع عدم إجازة العلماء لذلك، حيث أتفق كل العلماء بأن صيام الفتاة الحائض والمرأة في فترة النفاس لا يصح ولا يؤخذ عليه ثواب بل يُحرم لِما روته السيدة عائشة أم المؤمنين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلتُ: ما بَالُ الحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ، ولَا تَقْضِي الصَّلَاةَ. فَقالَتْ: أحَرُورِيَّةٌ أنْتِ؟ قُلتُ: لَسْتُ بحَرُورِيَّةٍ، ولَكِنِّي أسْأَلُ. قالَتْ: كانَ يُصِيبُنَا ذلكَ، فَنُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّوْمِ، ولَا نُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّلَاةِ” صحيح مسلم.

إن الله يعلم ما بداخل عباده فإن نويت العبادة ولم تتمها لمانع فإن الله قد كتب الأجر ولكن ما لم يكن هناك سبب يمنع فيجب تأدية العبادات على أكمل وجه.