كيفية حساب زكاة عروض التجارة

كيفية حساب زكاة عروض التجارة
كيفية حساب زكاة عروض التجارة

كيفية حساب زكاة عروض التجارة هي الطريقة التي يمكن بها التعرف على نصيب الذهب والفضة، كما صرح العلماء والفقهاء عن أن هذه القضية الدينية التي تهم التجار ومن الضروري متابعتها بشكل مستمر، إذ إنها مسألة حسابية تم وضعها منذ القدم، وباعتبار أنها أحد الأمور التي يحاسب عليها التاجر عند الله سبحانه وتعالى سوف نوضح تلك الطريقة المرتبطة بالزكاة عبر موقع زيادة.

كيفية حساب زكاة عروض التجارة

قد يعتقد بعض الناس أن إخراج الزكاة تقتصر فقط على تاجر الذهب أو الفضة، ولكن في الحقيقة إن تلك الزكاة مطالب بها كافة التجار، سواء تجار الأقمشة أو الملابس أو تجار الأثاث أو في أي نوع من أنواع الأنشطة التجارية الأخرى.

جدير بالذكر أن تلك الزكاة واجبة في كافة أنواع التجارات التي لها عائد أو ربح من تجارتها، وهو ما يطلق عليه الفقهاء عروض التجارة، والدليل على ذلك الوجوب هو قول الله سبحانه وتعالى في آيات القرآن الكريم:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ) [سورة البقرة: الآية 267]

وعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا أَنْ نُخْرِجَ الصَّدَقَةَ مِنَ الَّذِي نُعِدُّ لِلْبَيْعِ» سنن أبي داود

بالتالي يمكن القول بأنها أحد أشكال الزكاة الواجبة على كل تاجر يحصل على الربح من خلال تلك التجارة لأحد المنتجات، ولكن كيفية حساب زكاة عروض التجارة تتمثل في تلك المسألة الحسابية التالية:

مقدارُ الزَّكاة = (النقد + قيمة السِّلَع + الدُّيون المرجوَّة – ما عليه من الدُّيونِ) × 2.5 في المائة.

أو

مقدارُ الزَّكاة = (النقد + قيمة السِّلع + الدُّيون المرجوَّة- ما عليه من الديون) ÷ 40

إذ إن الأصل في تلك المعادلة الطويلة هو ما ورد عن جماعة السلف، وهو ما يتمثل في تلك الأقوال المأثورة التالية:

  • عن ميمونَ بنِ مِهرانَ رحمه الله، قال: (إذا حلَّتْ عليك الزَّكاةَ؛ فانظر كلَّ مالٍ لك، ثم اطْرَحْ منه ما عليك من الدَّينِ، ثم زكِّ ما بَقِيَ).
  • وفي رواية: (إذا حلَّتْ عليك الزَّكاةُ؛ فانظر ما كان عندك مِن نقْدٍ أو عرَضٍ للبَيعِ، فقوِّمْه قيمةَ النَّقد، وما كان من دَينٍ في مَلاءةٍ فاحسِبْه، ثم اطرحْ منه ما كان عليك من دَينٍ، ثم زكِّ ما بَقِيَ).
  • عن الحسن البصريِّ رحمه الله قال: (إذا حضر الشَّهرُ الذي وَقَّتَ الرَّجُلُ أن يؤدِّيَ فيه زكاته، أدَّى عن كلِّ مالٍ له، وكلِّ ما ابتاعَ مِنَ التِّجارة، وكلِّ دَينٍ إلَّا ما كان ضِمارًا لا يرجوه).
  • عن إبراهيم النَّخَعيِّ رحمه الله قال: (يُقَوِّمُ الرَّجُلُ متاعَه إذا كان للتِّجارةِ، إذا حَلَّت فيه الزَّكاة، فيزكِّيه مع مالِه).
  • عن جابر بن زيد رحمه الله قال: (قوِّمْه بنحوٍ مِن ثَمَنِه يومَ حلَّت فيه الزَّكاة، ثم أخرجْ زكاتَه)

أما عن تلك الخطوات المساعدة في كيفية حساب زكاة عروض التجارة، فهي تتمثل في اتباع تلك الخطوات التالية:

  1. قم بتقييم ما هو التاجر على استعداد لبيعه (بأسعار الجملة).
  2. يضاف ما يملكه التاجر نفسه وما يملكه من ذهب وفضة وما عليه من ديون للغير.
  3. يتم حسم الديون المستحقة على التجار من رأس مالهم الأصلي.
  4. إذا بلغ المال النصاب كان صافي رأسماله في الزكاة.
  5. نصاب زكاة التجارة 85 جراماً من الذهب عيار 21، والمبلغ الواجب دفعه عن التجارة ربع العشر = 2.5٪.
  6. لا تستحق الزكاة على السلع إلا بعد مرور حوالي عام على حيازة الأموال أو السلع بالكامل.
  7. يتم تسعير البضائع بسعرها الإجمالي عند دفع الزكاة.
  8. تحسم زكاة البضائع المتداولة من النقد وهو تصور عام.

اقرأ أيضًا: ما هي عروض التجارة

 طريقة مصرف الزكاة

بعد أن يقوم التاجر بحساب الزكاة عن تجارته، من خلال كيفية حساب زكاة عروض التجارة، قد لا يعرف كيف يمكن صرف هذه الزكاة، ولكن الله سبحانه وتعالى قد أشار إلى ذلك في آياته الكريمة، حين قال: .

(إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
على هذا لا يجوز صرف الزكاة لغير هؤلاء الأشخاص الذين تم ذكرهم في الآية السابقة، لأنه الأولى والأحق بتلك الزكاة عن غيرهم.

كما إنه لا يمكن دفع الزكاة إلا لمن يغلب على الفكر وهم الأهل الذين أولى وأحق لأنها لا تصلح للغني أو القوي الذي يستطيع أن يكتسب ماله بنفسه، كما ورد بحديث أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تحل الصدقة لغني، ولا لذي مرة سوي» سنن ابن ماجه

اقرأ أيضًا: الزكاة أحكامها ومقاصدها

هل يمكن إخراج الزكاة من البضائع

اختلف عدد كبير من أهل العلم والفقهاء عند الإجابة عن سؤال هل يمكن إخراج الزكاة من البضائع، إذ إنه نوع من أنواع الزكاة يطلق عليه عروض التجارة الذي هو حديثنا اليوم في هذا الموضوع، حيث يجب تقويم التجارة التي قام بها التاجر حسب أسعار السوق بغض النظر عن الثمن الذي قام بدفعه، ثم يقوم بإخراج الزكاة ربع العشر وهو ما يقدر بحوالي 2.5% مما بلغه من تلك التجارة، بما يساوي 85 جرام من الذهب.

كما أجازت طائفة من أهل العلم أنه يمكن إخراجها من البضائع، ومن هؤلاء الإمام أبو حنيفة والبخاري وبعض فقهاء المالكية، ودليلهم حديث معاذ مع أهل اليمن حيث قال لهم: ائتوني بخميس أو لبيس آخذه مكان الصدقة فإنه أهون عليكم وخير للمهاجرين بالمدينة. رواه البيهقي والبخاري تعليقاً.

كان رأي مذهب ثالث يرى أنه لا يمكن أن تخرج لغير مصلحة، فإذا كانت لمصلحة راجحة يستفيد بها الفقير فلا حرج من فعل ذلك، حيث:

قال ابن قدامة في المغني: ويخرج الزكاة من قيمة العروض دون عينها. وهذا أحد قولي الشافعي. وقال في موضع آخر: هو مخير بين الإخراج من قيمتها، وبين الإخراج من عينها. وهذا قول أبي حنيفة. لأنها مال تجب فيه الزكاة، فجاز إخراجها من عينه، كسائر الأموال. ولنا أن النصاب معتبر بالقيمة، فكانت الزكاة منها كالعين في سائر الأموال، ولا نسلم أن الزكاة تجب في المال، وإنما وجبت في قيمته.

اقرأ أيضًا: ما هو نصاب زكاة المال

إن معرفة كيفية حساب زكاة عروض التجارة من أهم الأمور التي يجب أن يولى إليها التجار حتى لا يقع عليه لوم الامتناع عن أداء الزكاة.