هل يجوز للمرأة زيارة قبر والدها

هل يجوز للمرأة زيارة قبر والدها، وما هي آداب زيارة القبور؟ تخضع المرأة في الإسلام لبعض الأحكام التي يفرضها عليها الشرع، ومن الأمور التي يتطرق اليها أهل الدين هو مشروعية زيارة المرأة للقبور، وسوف نقوم فيما يلي بالإجابة على سؤال هل يجوز للمرأة زيارة قبر والدها من خلال موقع زيادة.
هل يجوز للمرأة زيارة قبر والدها
اختلف علماء الفقه حول مشروعية زيارة القبور للنساء، فالبعض أباح زيارة المرأة للقبور خاصة إذا كانت تقوم بزيارة أحد من ذويها، والبعض الآخر منع زيارة المرأة للقبور، استنادًا لأن زيارة القبور للعظة وأخذ العبرة، ووجود النساء يُعد فتنة، وأنها لا يصح أن تُزاحم الرجال.
لكن أغلبية فقهاء الدين أجمعوا أن للمرأة الحق في زيارة القبور؛ مع الالتزام بآداب الزيارة.
حيث يتم جواز زيارة القبور لأخذ العظة، وذلك يخص كلًا من الرجل والمرأة.
اقرأ أيضًا: عند زيارة القبور هل يسمع الميت
المقصد من زيارة القبور
استرسالًا للإجابة عن السؤال هل يجوز للمرأة زيارة قبر والدها يجب الإشارة إلى أن الفقهاء قد حددا سببان لأهمية زيارة القبور للمسلم والمسلمة هما:
- أن ينتفع الشخص الذي يزور القبور بالعظة وتذكر الآخرة وأن الدنيا زائلة، وما يبقى سوى العمل الصالح الذي يقوم به، فيدفعه ذلك بالاهتمام بالعبادة وأمور دينه وعمل الخير.
- 2ـ أن ذلك يعود على الموتى بالنفع، نتيجة الدعوات بالرحمة والاستغفار التي يدعو بها الزائر، وإلقاء السلام عليهم، ومن أفضل الادعية التي يدعو بها المسلم عند الدخول لزيارة القبور (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإن شاء الله بكم لاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية).
هذا الدعاء هو الدعاء الذي دعا به الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام لشهداء أحد، عندما ذهب لزيارتهم.
آداب زيارة القبور
عند الإجابة على سؤال هل يجوز للمرأة زيارة قبر والدها يجب توضيح الآداب الواجب الالتزام بها عند زيارة القبور، وسوف نذكرها في النقاط التالية:
- يجب على المرأة عند زيارة القبور الالتزام بالهدوء؛ فلا صراخ ولا نحيب، لان ذلك الأمر يعود على الميت بالأذى.
- عدم مزاحمة الرجال أثناء الزيارة، فإذا وجدت ازدحاما تقف جانبًا أو عليها الانتظار خارجًا حتى يخف الزحام.
- أن يكون القصد من الزيارة أخذ العظة والعبرة، والدعاء للميت والترحم عليه، حيث أن بعض النساء تذهب لزيارة القبور لفك سحر والأعمال وغير ذلك من الأمور التي تُعد حرام شرعًا.
- عدم المشي والتجول بين القبور؛ فللقبور حُرمات يجب احترامها.
- عدم الاستناد على القبر باليد أو الظهر.
- يجب أن تخلو الزيارة من تجديد الأحزان، خاصة إذا كان مضى على المتوفى فترة من الزمن، فالزيارة تكون للدعاء له، بدون مظاهر الجزع والحزن.
حكم زيارة المرأة الحائض للقبور
إكمالًا لعرض موضوعنا هل يجوز للمرأة زيارة قبر والدها من كافة الجوانب، يجب توضيح حكم المرأة الحائض في زيارة القبور، حيث أباح علماء الدين حكم زيارة الحائض للقبور.
حيث نوه مركز الأزهر العالمي للفتوي الإلكترونية أنه إذا أرادت المرأة زيارة قبر والدها، أو أحد ذويها أثناء فترة حيضها فيجوز لها ذلك، وتم الاستناد في ذلك الأمر على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَزُورُوهَا؛ فَإِنَّهَا تُزَهِّدُ فِي الدُّنْيَا، وَتُذَكِّرُ الْآخِرَةَ». [صحيح مسلم].
حيث إن الزيارة هنا للعظة والدعاء، وليس هناك ما يفرض كونها طاهرة أو حائض.
اقرأ أيضًا: دعاء زيارة قبر الوالدين
حكم قراءة القرآن على القبور
الكثير من النساء والرجال أيضًا عند زيارة القبور، يقومون بإحضار شيخ للقراءة على القبر، أو يقومون هم بقراءة أجزاء من القرآن، ولكن ما حكم ذلك الفعل، حيث أختلف علماء الدين حول ذلك الأمر، فمنهم من أجاز ومنهم من منع، ذلك ما سنتناول عرضه في السطور الآتية.
أوضح الدكتور محمد نجيب عوضين، أستاذ الفقه المقارن ووكيل كلية الحقوق جامعة القاهرة، أن الرسول صلى الله عليه وسلم، قد أجاز زيارة القبور بعد أن كان قد نهى عنها نتيجة بعض الأفعال الجاهلية.
كما تحدث عن أن قراءة القرآن تصل إلى الشخص المتوفى أيما كان مكان القراءة، وليس بشرط القراءة عند الزيارة فقط، ولكن لا ضرر من القراءة في وقت الزيارة، وأن ذلك أفضل من الثرثرة في لغوًا ليس منه فائدة أثناء الزيارة.
اقرأ أيضًا: حكم زيارة القبور للحائض
رأي الإمام ابن باز في قراءة القرآن في القبور
يختلف الإمام ابن باز في أمر قراءة القرآن في القبور، حيث يوضح أن ذلك الأمر غير جائز شرعًا، وأن ذلك الأمر يُعد بدعة، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك ولا صحابته.
واستند في ذلك على حديث شريف عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: “لا تَجعلوا بيوتَكم مقابرَ؛ إنَّ الشيطانَ يِنفِرُ من البيتِ الذي تُقرأُ فيه سورةُ البَقَرة”.
كما أن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام عندما كان ينتهي من دفن الميت كان يقول استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل ولم يقرأ من القرآن شيئًا أو حتى أمر بالقراءة.
وأننا نأخذ العبادات والسنن إما من القرآن الكريم، والأحكام المذكورة فيه، أو من أفعال وأقوال النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، وكذلك نستند لأقوال وأفعال الخلفاء الراشدين.
يتفق مع ابن باز كلًا من المذهب المالكي، والحنفي، وابن تيمية، وابن عثيمين، واستنادا في ذلك على حديث:
عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عنها قالت: “ألَا أُحَدِّثُكم عنِّي وعن رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، قلنا: بلى.. الحديث، وفيه: قالت: قلْتُ: كيف أقولُ لهم يا رسولَ الله؟ قال: قولي: السَّلامُ على أهلِ الدِّيارِ من المؤمنينَ والمُسْلمينَ، ويَرْحَمُ اللهُ المُسْتَقْدمينَ مِنَّا والمُسْتَأْخرينَ، وإنَّا إن شاءَ الله بكم لَلاحقونَ“
فلو كان مُستحب قراءة القرآن عند القبور أو الزيارة لكان أخبرها الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك.
إن زيارة القبور تُعد تذكرٍة وعظة للمؤمن، لحثه على الفضيلة وعمل الصالحات، ولا يُحرم على النساء زياراتها ما دامت في إطار ما حكم به الشرع من احترام القبور والالتزام بآداب زيارتها.
تعليقات