هل يجوز الدعاء في ليلة الإسراء والمعراج

هل يجوز الدعاء في ليلة الإسراء والمعراج
هل يجوز الدعاء في ليلة الإسراء والمعراج

هل يجوز الدعاء في ليلة الإسراء والمعراج؟ وما حكم الصيام في هذا اليوم؟ فكما نعلم أن واقعة الإسراء والمعراج من أهم الوقائع الإسلامية، ففيها عرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أعلى السماوات، لذلك فإن المسلم الحق يكون لديه عدة تساؤلات فيما يخص تلك الواقعة ويوم حدوثها وعما يجب عليه فعله فيها، وفي موقع زيادة سنجيب عن كافة تلك التساؤلات.

هل يجوز الدعاء في ليلة الإسراء والمعراج

عندما يأتي شهر رجب من كل سنة هجرية يكون هناك انشغال واضح لدى المسلمين فيما يتعلق بهذا الحدث الديني العظيم، فإنها معجزة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

في تلك الليلة كان النبي إمامًا للأنبياء جميعًا في المسجد الأقصى، كما أنه صعد إلى السماوات وفي كل سماء كان يرى أحد من الأنبياء، حتى أن وصل إلى سدرة المنتهى التي كان فيها بين يدي الله سبحانه وتعالى.

إلى جانب أن الله فرض على المسلمين الصلاة في تلك الليلة، بدأت الفروض بخمسين صلاة في اليوم حتى وصلت إلى خمس صلوات فقط رحمة بالمسلمين جميعًا.

من الجدير بالذكر أنه لم يذكر في السنة النبوية أو في القرآن الكريم أن الدعاء مستجاب في ليلة الإسراء والمعراج، علاوة على ذلك فلم يؤرخ العلماء تاريخ هذا اليوم بالتحديد.

فإن الزعم بأن هذه الليلة في شهر رجب ليس له أي أساس من الصحة بالإجماع لدى علماء الدين، فلا يجوز أن يخصص المسلم ليلة تحت مسمى الإسراء والمعراج ليدعو الله فيها، فالدعاء مسموح في كل وقت وحين وأمر استجابته متروك لله عز وجل ومدى إيمانك بتحقيقه.

اقرأ أيضًا: نشيد عن الإسراء والمعراج مكتوب

الليالي التي يستجاب فيها الدعاء

إذا كان لديك حرص على معرفة مدى جواز الدعاء في ليلة الإسراء والمعراج، فعليك أن تعرف بأن هناك أكثر من ليلة ورد أنها لا يرد فيها الدعاء.

فقال الإمام الشافعي رضي الله عنه: “وبلغنا أنه كان يقال: إن الدعاء يستجاب في خمس ليالي، في ليلة الجمعة، وليلة الأضحى، وليلة الفطر، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان”

فإن تلك الليالي لا يرد الله فيها دعاء، كما أن هناك بعض الأوقات في اليوم التي يفضل فيها التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء لأن الدعوات تكون مستجابة بإذن الله تعالى، وتتمثل تلك الأوقات فيما يلي:

1- الدعاء بين الآذان والإقامة

إن هذا الوقت من أفضل الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء ولا يرد الله سؤال السائل، فقد ورد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-، أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “لا يُرَدُّ الدُّعاءُ بينَ الأذانِ والإقامةِ”.

2- الدعاء في السجود

إن الوقت الذي يكون العبد قريب فيه إلى الله سبحانه وتعالى يكون من أفضل الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء وهو عند السجود في الصلاة، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ“.

3- الدعاء قبل السلام في الصلاة

لا يعلم الكثير من الناس فضل الدعاء في هذا الوقت، وقد لا يكونون على علم بأنه يجوز الدعاء حينها، فمن الأوقات التي أشار إليها النبي لأن يدعو فيها المسلم بما يريد من الله سبحانه وتعالى أن يدعو بعد قراءة التشهد وقبل التسليم.

4- في منتصف الليل

بدلًا من أن يكون لديك تخصيص في يوم الإسراء والمعراج لتعرف إمكانية الدعاء فيه، عليك أن تعرف بأن كل يوم يستجاب الدعاء من الله سبحانه وتعالى وخاصةً إذا كان في منتصف الليل وهذا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم:

“تُفتَحُ أبوابُ السماءِ نصفُ الليلِ، فينادي مُنادٍ: هل من داعٍ فيُستجابُ له؟ هل من سائلٍ فيُعطَى؟ هل من مكروبٍ فيُفرَّجُ عنه؟ فلا يبقى مسلمٌ يدعو بدعوةٍ إلا استجاب اللهُ له، إلا زانيةً تسعى بفَرْجِها، أو عَشَّارًا( رواه الألباني ).

5- يوم الجمعة يستجاب الدعاء

من ضمن الأوقات التي يكون فيها الدعاء مستجاب بإذن الله يوم الجمعة، فإنه يوم مبارك وقد أشار النبي محمد (عليه أفضل الصلاة والسلام) إلى أن الساعة التي يكون فيها الدعاء مستجاب تلك التي تكون بين جلوس الإمام على المنبر إلى أن تبدأ الصلاة.

اقرأ أيضًا: قصة الإسراء والمعراج

6- في السنة التي تسبق صلاة الظهر

كان النبي الكريم يصلي أربع ركعات قبل صلاة الظهر وأشار إلى أن هذا الوقت تكون فيه أبواب السماء مفتوحة ويستجاب فيها الدعاء.

7- الدعاء يوم عرفة

بالطبع إننا نعلم فضل يوم عرفة وفضل صيامه، وهذا اليوم تستجاب فيه الدعوات، لذلك فيجب الإكثار من الدعاء والاستغفار في هذا اليوم، فعن عائشة رضي الله عنها قالت أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟“.

8- الدعاء وقت الصيام وفي السفر

إنه من ضمن الأوقات التي يكون فيها الدعاء مستجاب وبالطبع إن تلك المعلومات وردت عي السنة النبوية الشريفة، فعن أنس بن مالك عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: “ثلاثُ دَعواتٍ لا تُرَدُّ: دعوةُ الوالِدِ لِولدِهِ، ودعوةُ الصائِمِ، ودعوةُ المسافِرِ”.

9- عند نزول المطر

إن المطر من مظاهر رحمة الله سبحانه وتعالى علينا وفي هذا الوقت الذي تتجلى فيه رحمة الله تستجاب كل الأدعية وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الأمر من خلال الحديث الشريف “ثِنتانِ ما تُرَدّانِ: الدُّعاءُ عند النِّداءِ، و تحْتَ المَطَرِ( رواه الألباني ).

هكذا أوضحنا من خلال معرفة حكم الدعاء يوم السابع والعشرين من شهر رجب أو ما يزعم الناس أنه يوم الإسراء والمعراج أن هناك بعض الأوقات التي أكد عليها النبي بضرورة الدعاء فيها لأنه في هذه الأحيان تكون أبواب السماء مفتوحة.

هل يجوز الصيام في ليلة الإسراء والمعراج

بعد أن تعرفنا إلى حكم الدعاء في ليلة الإسراء والمعراج، علينا أن نوضح مدى صحة الصيام كذلك وجوازه في الدين الإسلامي، فتجدر الإشارة إلى أن صيام تلك الليلة غير مستحب لأنه لم يرد في السنة النبوية ولا في القرآن.

فكما ذكرنا من قبل أنه لا يوجد تاريخ محدد لتلك الليلة من السنة الهجرية، فعلى أي أساس يكون الصيام وفي أي يوم؟!

فبناءً على ذلك إنه لا يجوز الصيام في يوم ما تحت تسمية ليلة الإسراء والمعراج وغالبًا ما يكون يوم 27 من شهر رجب، ولا يجب تخصيص الدعاء فيها، فإن تلك بدعة لا يحب التمسك بها.

الأيام التي يجوز الصيام فيها

فبعد أن أجبنا عن سؤال ما حكم الدعاء والصيام في ليلة الإسراء والمعراج، فإن الأيام التي يجب الصيام فيها فرض من الله سبحانه وتعالى صوم شهر رمضان الكريم، أما بالنسبة للأيام التي يستحب صيامها كسنة جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم فهي كالآتي:

1- ستة أيام من شهر شوال

إن النبي صلى الله عليه وسلم أوصانا أن نصوم بعد رمضان 6 أيام من شهر شوال، وهذا ما أكد عليه أبي أيوب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال فذاك صيام الدهر” (رواه مسلم).

أي من يصوم بعد رمضان الكريم 6 أيام من الشهر الذي يليه كأنه صام العام كله، فإن هذا الأمر يوضح مدى أهمية وجزاء من يصوم تلك الأيام.

اقرأ أيضًا: هل فرضت الصلاة قبل الإسراء والمعراج

2- أول عشرة أيام من ذي الحجة

كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم في أول 9 أيام من شهر ذي الحجة، ولا يجب الصيام في اليوم العاشر لأنه يوم العيد والصيام فيه محرم، فعن حفصة رضي الله عنها قالت: أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاشوراء والعشر وثلاثة أيام من كل شهر والركعتين قبل الغداة”(رواه أحمد والنسائي).

أما من كان في الحج فصيام يوم عرفة قد حرم ونهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه من السنة المؤكدة على الغير حاج.

3- أيام شهر الله المحرم

أشار النبي الكريم عليه الصلاة والسلام إلى فضل صيام يوم عاشوراء من شهر محرم، فقالوا له الصحابة أن اليهود يعظمون هذا اليوم، لذلك أشار إلى أن العام المقبل سوف يصوم اليوم التاسع مضاف إلى اليوم العاشر من محرم، ولكنه توفي قبل ذلك الحين.

4- أيام شهر شعبان

ورد عن النبي أنه كان يصوم كثيرًا في هذا الشهر، ولكنه نهى عن الصيام في النصف الثاني منه، ولكن هناك بعض الحالات التي تستثنى من هذا التحريم وهي:

  • من كان معتاد على الصيام مثل صوم يوم الإثنين والخميس فيستمر على الصيام.
  • من بدأ في صيام الشهر من بدايته.
  • كذلك من كان لديه نية في قضاء صيام واجب عليه أو كان لديه نذر أو كفارة فيستطيع الصيام في النصف الثاني من شهر شعبان.

اقرأ أيضًا: حكم صوم ليلة الإسراء والمعراج

5- ثلاثة أيام من كل شهر

أكد النبي على فضل الصيام كل شهر ثلاثة أيام وخاصةً أيام الثالث عشر واليوم التاليين له، فقد جاء في “صحيح مسلم عن أبي هريرة وأبي ذر رضي الله عنهما وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصاهم بركعتي الضحى والوتر قبل النوم والصوم ثلاثة أيام من كل شهر

هكذا تعرفنا إلى الأيام التي يجوز الدعاء والصيام فيها في السنة ولم يكن من ضمنها الدعاء في ليلة الإسراء والمعراج أمر جائز، فمن الأفضل أن نتبع السنة النبوية ونبتعد عن البدع والضلالات المستحدثة.