إفرازات صفراء بعد النفاس والصلاة

حكم إفرازات صفراء بعد النفاس والصلاة من الأحكام التي ينبغي على المرأة أن تكون على دراية بها، لِما تحملهُ من الكثير من الآراء التي تجهلها النساء، على الرغم من تزايد الأسئلة حول هذه المسألة كما أكدت دار الإفتاء المصرية، لذا من خلال موقع زيادة سنذكر حكم إفرازات صفراء بعد النفاس والصلاة تفصيليًا.
إفرازات صفراء بعد النفاس والصلاة
المرأة التي مازالت في فترة النفاس أو التي أنتهى فترة نفاسها ولكن مازال لديها إفرازات صفراء اللون، هل يجوز أن تصلي بعد انقضاء فترة النفاس ومازال لديها هذه الإفرازات أم لا؟ هذا ما يتلقاه دار الإفتاء دائمًا، لذلك أوضحت دار الإفتاء الإجابة عن هذا الموضوع بوضوح لكل النساء.
حيث ذكر الدكتور محمود شلبي أن الدم الذي يظهر على المرأة بعد الخضوع إلى الولادة سواء كانت طبيعية أو قيصرية فإنه يسمى بدم النفاس، وقد يستمر إلى أربعين يومًا أو أقل ولكن لا يمكن استمرار نزول الدم أكثر من هذه المدة، وأشار أن المرأة النفاس في عهد الرسول كانت تقعد مدة لا تزيد عن الأربعين يومًا تكون نهايتها عدم نزول دم النفاس.
بعد انتهاء تلك المدة ينبغي عليها التطهر من ثم البدء في قضاء الصلاة وباقي العبادات، وفي حالة استمرار وجود بعض الدم أو الإفرازات المهبلية الصفراء فأنها تحسب أربعين يومًا فقط بعد هذه المدة، وبعدها تبدأ الغسل للصلاة ويحل لها أن تصوم، وإذا كانت بالحج يجوز لها الطواف، كما أنها تحل لزوجها بعد أربعين يومًا من النفاس.
كما أوضح الدكتور محمود شلبي في حالة نزول الدم بعد الأربعين يومًا فهذا يعتبر دم فاسد وليس دم النفاس مثل دم الاستحاضة، وحينها يُمكن للمرأة قضاء الصلاة ومجامعة زوجها، بالإضافة إلى الصيام إن أرادت، كما يمكنها أن تقرأ القرآن الكريم، والطواف الحج ويكتب لها الثواب مثل حكم الطاهرات.
لكن إذا تم بعدها نزول دم الدورة الشهرية فلا يحل لها الصوم والصلاة، كما أنها لم تحل لزوجها حتى انتهاء موعد العادة الشهرية.
اقرأ أيضًا: حكم الصلاة والصوم عند نزول إفرازات قبل الدورة الشهرية
كيفية حساب فترة النفاس
بعد التعرف على حكم إفرازات صفراء بعد النفاس والصلاة، يلزم على المرأة أن تعرف كيفية حساب فترة النفاس لديها، حيث يمكن حساب هذه الفترة بعد الخروج من الولادة مباشرةً.
بحيث تعاني المرأة خلال هذه الفترة من نزول بعض الإفرازات الدموية التي تسمى باسم السائل النفاسي أو الهلابة، وهذا السائل ينتج عن انسلاخ بطانة الرحم وترميها.
تتشابه هذه الإفرازات في محتوياتها بالإفرازات التي ينتجها الرحم خلال فترة الحيض، فهي عبارة عن دم مع وجود مخاط وأجزاء موجودة ببطانة الرحم مع بعض خلايا الدم البيضاء، وتبدأ فترة النفاس بنزول الدم في أغلب الأحيان، ويتم تغير هذا الدم إلى وجود إفرازات بشكل مخاطي وهذا مع مرور الأيام بعد فترة الولادة.
فترة النفاس عند الفقهاء
أوضح العلماء أن فترة النفاس تختلف من الفترة والأخرى عند الكثير من المذاهب، حيث أفادوا أن يتم حساب فترة النفاس عند المذهب الشافعي مدة لا تقل أو تزيد عن الأربعين يومًا، أما عن فترة النفاس عند المالكية فهي تزداد عن المدة السابقة لتصل إلى ستين يومًا.
أما عن الحنابلة والحنفية فهي تفيد أن المدة التي تستقر عليها فترة النفاس مدة أربعين يومًا، وهذا دلالة على قول أم سلمة فقد أوضحت أن المرأة النفاس في عهد الرسول صلي الله عليه وسلم تقعد مدة 40 يومًا وليلة.
قد أوضح أحد أساتذة دار الإفتاء أن المرأة خلال فترة النفاس يمكن لها أن تمارس جميع العبادات بعد انقضاء مدة لا تقل عن ستين يومًا، وإذا تعرضت لنزول الدم أو الافرازات الصفراء بعد ذلك، فهذا يكون مثل دم الاستحاضة وهنا يجوز لها ممارسة جميع العبادات بشكل طبيعي إلا في حالة نزول دم الحيض.
كما أوضح أنه على المرأة عند كل صلاة إذا استمر نزول الدم بعد انقضاء فترة النفاس، عليها أن تتوضأ عند كل صلاة وعليها أيضًا غسل فرجها وحشوه بالقطن، حتى إذا تعرضت بعد ذلك لنزول الدم فتكتب لها الصلاة صحيحة وهذا على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“جَاءَتْ فَاطِمَةُ بنْتُ أبِي حُبَيْشٍ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ إنِّي امْرَأَةٌ أُسْتَحَاضُ فلا أطْهُرُ أفَأَدَعُ الصَّلَاةَ؟ فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لَا، إنَّما ذَلِكِ عِرْقٌ، وليسَ بحَيْضٍ، فَإِذَا أقْبَلَتْ حَيْضَتُكِ فَدَعِي الصَّلَاةَ، وإذَا أدْبَرَتْ فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ ثُمَّ صَلِّي – قالَ: وقالَ أبِي: – ثُمَّ تَوَضَّئِي لِكُلِّ صَلَاةٍ، حتَّى يَجِيءَ ذلكَ الوَقْتُ“. صحيح البخاري
اقرأ أيضًا: أسباب الإفرازات المهبلية المصحوبة بالدم
الأمور التي تحرم على المرأة النفساء
كما ذكرنا في الفقرات السابقة عن حكم إفرازات صفراء بعد النفاس والصلاة، فيوجد بعض الأمور الدينية التي يحرم على المرأة النفساء فعلها خلال فترة النفاس، حيث تتلخص هذه الأمور في النحو التالي:
- غسل المرأة بنية التطهر والغسل للعبادة: حيث يحرم على المرأة أن تغتسل بنية الغسل، حيث لا يوجد في ذلك طهارة على سبيل المثال غسل العيد أو غسل الإحرام لأن في هذه الحالة يفتقر إلى اغتسال الطهارة.
- الصلاة: هنا فإن حكم إفرازات صفراء بعد النفاس والصلاة لا يجوز للمرأة أداؤها ولا يقبل منها خلال فترة النفاس، والتي تكون مدة لا تقل عن 40 يومًا، وإذا ظهر لها علامات الطهر قبل ذلك، عليها أن تغتسل بنية التطهر، وممارسة الصلاة بشكل صحيح.
- الصوم: كما أن الصوم لا يباح للمرأة النفساء إلا بعد انقضاء تلك الفترة، والغسل بنية التطهر والغسل، وعندها يباح لها الصوم.
- حمل المصحف: حرم أيضًا على المرأة النفاس حمل المصحف أو لمسه خلال فترة النفاس إلا بعد انقضاء المدة والتطهر.
- الجلوس داخل المسجد: لا يباح للمرأة في فترة النفاس أن تجلس داخل المنزل إلا بعد التطهر.
- الطواف: يحرم على المرأة النفاس أيضًا الطواف في الحج، وذلك يعود عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة رضى الله عنها عند خروجها للحج، تقول:
“خَرَجْنَا مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا نَذْكُرُ إلَّا الحَجَّ، فَلَمَّا جِئْنَا سَرِفَ طَمِثْتُ، فَدَخَلَ عَلَيَّ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَنَا أبْكِي، فَقالَ: ما يُبْكِيكِ؟ قُلتُ: لَوَدِدْتُ واللَّهِ أنِّي لَمْ أحُجَّ العَامَ، قالَ: لَعَلَّكِ نُفِسْتِ؟ قُلتُ: نَعَمْ، قالَ: فإنَّ ذَلِكِ شيءٌ كَتَبَهُ اللَّهُ علَى بَنَاتِ آدَمَ، فَافْعَلِي ما يَفْعَلُ الحَاجُّ، غيرَ أنْ لا تَطُوفي بالبَيْتِ حتَّى تَطْهُرِي” صحيح البخاري.
- الوطء: فلا يمكن للمرأة أن تحل لزوجها ما دام ما زالت في فترة النفاس، وذلك يرجع إلى حديث ابي هريرة رضي الله عنه: “من أتى كاهِنًا فصدَّقَه بما يقولُ أو أتى امرأتَه حائضًا أو أتى امرأتَه في دُبرِها فقد برِئَ ممَّا أنزِلَ على محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ” صحيح ابي داود.
- الطلاق: يحرم على الرجل أن يطلق المرأة خلال فترة الحيض أو فترة النفاس، وذلك لقول الله تعالى في سورة الطلاق: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖ“ لذلك يعد الطلاق في هذه الفترات غير محلل.
اقرأ أيضًا: علامات الطهر من الحيض بالصور
علامات الطهر من النفاس
يظهر بعض العلامات التي يتم من خلالها معرفة المرأة انتهاء فترة النفاس لديها، ومن هذه العلامات التالي:
- انقطاع الدم: حيث يتوقف الرحم عن إنزال الدم وجفافه، بحيث لا يتم ظهور أي بقع ملونة او افرازات ملونة.
- رؤية القصة البيضاء: وهي عبارة عن ماء ينزل من فرج المرأة بعد انقضاء فترة النفاس أو فترة الدورة الشهرية، وذلك يرجع عن قول السيدة عائشة عندما كانت تذهب إليها النساء ومازال لديهم الإفرازات الصفراء أو الكدرة كانت ترد وتقول “لا تَعجلنَ حتَّى ترَيْنَ القَصَّةَ البيضاءَ، تريدُ بذلك الطُّهرَ من الحيضِ” صحيح البخاري.
لذلك أوضح دار الإفتاء حكم إفرازات صفراء بعد النفاس والصلاة، بأن يحل للمرأة ممارسة جميع العبادات في هذه الفترة، ولا يحل لها هذا الأمر قبل ذلك فعلى النساء اتباع أمور الدين في هذه الأمور ولا يجب عليها الاستعجال.
تعليقات